کد مطلب:335802 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:202

حوار یوحنا مع علماء المذاهب الأربعة استوقفنی بشدة
فإلیك عزیزی نص الحوار:

یوحنا مع علماء المذاهب الأربعة. الذی قدمه لی مصورا سماحة العلامة السید علی البدری عندما كنت أتخبط وأبحث عن الحقیقة، فأرشدنی إلی قراءته بتدبر. وهذا الحوار أعقبه تشیع علماء المذاهب الأربعة كیف.. ولماذا؟!! قال یوحنا: فلما رأیت هذه الاختلافات من كبار الصحابة الذین یذكرون مع رسول الله صلی الله علیه وآله - فوق المنابر عظم علی الأمر وغم علی الحال وكدت أفتتن فی دینی، فقصدت بغداد وهی قبة الإسلام لأفاوض فیما رأیت من اختلاف علماء المسلمین لأنظر الحق وأتبعه، فلما اجتمعت بعلماء المذاهب الأربعة، قلت لهم: إنی رجل ذمی، وقد هدانی الله إلی الإسلام فأسلمت وقد أتیت إلیكم لأنقل عنكم معالم الدین، وشرائع الإسلام، والحدیث، لأزداد بصیرة فی دینی. فقال كبیرهم وكان حنفیا: یا یوحنا، مذاهب الإسلام أربعة فاختر واحدا منها، ثم أشرع فی قراءة ما ترید.



[ صفحه 162]



فقلت له: إنی رأیت تخالفا وعلمت أن الحق منها واحد فاختاروا لی ما تعلمون أنه الحق الذی كان علیه نبیكم. قال الحنفی: إنا لا نعلم یقینا ما كان علیه نبینا بل نعلم أن طریقته لیست خارجة من الفرق الإسلامیة، وكل من أربعتنا یقول إنه محق، لكن یمكن أن یكون مبطلا، ویقول: إن غیره مبطل لكن یمكن أن یكون محقا، وبالجملة إن مذهب أبی حنیفة أنسب المذاهب، وأطبقها للسنة، وأوفقها للعقل، وأرفعها عند الناس، إن مذهبه مختار أكثر الأمة بل مختار سلاطینها، فعلیك به تنج. قال یوحنا: فصاح به إمام الشافعیة، وأظن أنه كان بین الشافعی والحنفی منازعات فقال له: اسكت لا نطقت، والله لقد كذبت وتقولت، ومن أین أنت والتمییز بین المذاهب، وترجیح المجتهدین؟ ویلك ثكلتك أمك أین لك الوقوف علی ما قاله أبو حنیفة، وما قاسه برأیه، فإنه المسمی بصاحب الرأی یجتهد فی مقابل النص، ویستحسن فی دین الله ویعمل به حتی أوقعه رأیه الواهی فی أن قال: لو عقد رجل فی بلاد الهند علی امرأة كانت فی الروم عقدا شرعیا، ثم أتاها بعد سنین فوجدها حاملا وبین یدیها صبیان یمشون ویقول لها: ما هؤلاء؟ وتقول له: أولادك فیرافعها فی ذلك إلی القاضی الحنفی فیحكم أن الأولاد من صلبه، ویلحقونه ظاهرا وباطنا، یرثهم ویرثونه، فیقول ذلك الرجل: وكیف هذا ولم أقربها قط؟ فیقول القاضی: یحتمل أنك أجنبت أو أن تكون أمنیت فطار منیك فی قطعة فوقعت فی فرج هذه المرأة [1] ، هل هذا یا حنفی مطابق للكتاب والسنة؟



[ صفحه 163]



قال الحنفی: نعم إنما یلحق به لأنها فراشه والفراش یلحق ویلتحق بالعقد ولا یشترط فیه الوطی، وقال النبی صلی الله علیه وآله: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فمنع الشافعی أن یصیر فراشا بدون الوطی، وغلب الشافعی الحنفی بالحجة. ثم قال الشافعی: وقال أبو حنیفة: لو أن امرأة زفت إلی زوجها فعشقها رجل فادعی عند قاضی الحنفیة أنه عقد علیها قبل الرجل الذی زفت إلیه، وأرشی المدعی فاسقین حتی شهدا له كذبا بدعواه، فحكم القاضی له تحرم علی زوجها الأول ظاهرا وباطنا وتثبت زوجیة تلك المرأة للثانی وأنها تحل علیه ظاهرا وباطنا، وتحل منها علی الشهود الذین تعمدوا الكذب فی الشهادة [2] فانظروا أیها الناس هل هذا مذهب من عرف قواعد الإسلام؟ قال الحنفی: لا اعتراض لك، عندنا أن حكم القاضی ینفذ ظاهرا وباطنا وهذا متفرع علیه، فخصمه الشافعی ومنع أن ینفذ حكم القاضی ظاهرا وباطنا بقوله تعالی (وأن أحكم بما أنزل الله) [3] ولم ینزل الله ذلك. ثم قال الشافعی: وقال أبو حنیفة: لو أن امرأة غاب عنها زوجها فانقطع خبره، فجاء رجل فقال لها: إن زوجك قد مات فاعتدی، فاعتدت: ثم بعد العدة عقد علیها آخر ودخل علیها، وجاءت منه بالأولاد، ثم غاب الرجل الثانی وظهرت حیاة الرجل الأول وحضر عندها فإن جمیع أولاد الرجل الثانی أولاد للرجل الأول یرثهم ویرثونه [4] .



[ صفحه 164]



فیا أولی العقول، هل یذهب إلی هذا القول من له درایة وفطنة؟ فقال الحنفی: إنما أخذ أبو حنیفة هذا من قول النبی صلی الله علیه وآله: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فاحتج علیه الشافعی بكون الفراش مشروطا بالدخول، فغلبه. ثم قال الشافعی: وإمامك أبو حنیفة قال: أیما رجل رأی امرأة مسلمة فادعی عند القاضی بأن زوجها طلقها، وجاء بشاهدین، شهدا له كذبا فحكم القاضی بطلاقها، حرمت علی زوجها، وجاز للمدعی نكاحها وللشهود أیضا [5] ، وزعم أن حكم القاضی ینفذ ظاهرا وباطنا. ثم قال الشافعی: وقال إمامك أبو حنیفة: إذا شهد أربعة رجال علی رجل بالزنا، فإن صدقهم سقط عنه الحد، وإن كذبهم لزمه، وثبت الحد [6] فاعتبروا یا أولی الأبصار. ثم قال الشافعی: وقال أبو حنیفة: لو لاط رجل بصبی وأوقبه فلا حد علیه بل یعزر [7] .

وقال رسول الله صلی الله علیه وآله (من عمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول) [8] .



[ صفحه 165]



وقال أبو حنیفة: لو غصب أحد حنطة فطحنها ملكها بطحنها، فلو أراد أن یأخذ صاحب الحنطة طحینها ویعطی الغاصب الأجرة لم یجب علی الغاصب إجابته وله منعه، فإن قتل صاحب الحنطة كان دمه هدرا، ولو قتل الغاصب قتل صاحب الحنطة به [9] .

وقال أبو حنیفة: لو سرق سارق ألف دینار وسرق ألفا آخر من آخر ومزجها ملك الجمیع ولزمه البدل. وقال أبو حنیفة: لو قتل المسلم التقی العالم كافرا جاهلا قتل المسلم به والله یقول: (ولن یجعل الله للكافرین علی المؤمنین سبیلا) [10] .

وقال أبو حنیفة: لو اشتری أحد أمه أو أخته ونكحهما لم یكن علیه حد وإن علم وتعمد [11] .

قال أبو حنیفة: لو عقد أحد علی أمه أو أخته عالما بها أنها أمه أو أخته ودخل بها لم یكن علیه حد لأن العقد شبهة [12] .

وقال أبو حنیفة: لو نام جنب علی طرف حوض من نبیذ فانقلب فی نومه، ووقع فی الحوض ارتفعت جنابته وطهر. وقال أبو حنیفة: لا تجب النیة فی الوضوء [13] ، ولا فی الغسل [14] ، وفی



[ صفحه 166]



الصحیح: (إنما الأعمال بالنیات) [15] .

وقال أبو حنیفة: لا تجب البسملة فی الفاتحة [16] وأخرجها منها مع أن الخلفاء كتبوها فی المصاحف بعد تحریر القرآن. وقال أبو حنیفة: لو سلخ جلد الكلب المیت ودبغ طهر وإن له الشراب فیه ولبسه فی الصلاة [17] ، وهذا مخالف للنص بتنجیس العین المقتضی لتحریم الانتفاع به. ثم قال: یا حنفی، یجوز فی مذهبك للمسلم إذا أراد الصلاة أن یتوضأ بنبیذ، ویبدأ بغسل رجلیه، ویختم بیدیه [18] ، ویلبس جلد كلب میت مدبوغ [19] ، ویسجد علی عذرة یابسة، ویكبر بالهندیة، ویقرأ فاتحة الكتاب بالعبرانیة [20] ، ویقول بعد الفاتحة: دو برك سبز - یعنی مداهمتان - ثم یركع ولا یرفع رأسه، ثم یسجد ویفصل بین السجدتین بمثل حد السیف وقبل السلام یتعمد خروج الریح، فإن صلاته صحیحة، وإن أخرج الریح ناسیا بطلت صلاته [21] .



[ صفحه 167]



ثم قال: نعم یجوز هذا، فاعتبروا یا أولی الأبصار، هل یجوز التعبد بمثل هذه العبادة؟ أم یجوز لنبی أن یأمر أمته بمثل هذه العبادة افتراء علی الله ورسوله؟ فأفحم الحنفی وامتلأ غیظا وقال: یا شافعی أقصر فض الله فاك، وأین أنت من الأخذ علی أبی حنیفة وأین مذهبك من مذهبه؟ فإنما مذهبك بمذهب المجوس ألیق لأن فی مذهبك یجوز للرجل أن ینكح ابنته من الزنا وأخته، ویجوز أن یجمع بین الأختین من الزنا، ویجوز أن ینكح أمه من الزنا، وكذا عمته وخالته من الزنا [22] ، والله یقول (حرمت علیكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم) [23] وهذه صفات حقیقیة لا تتغیر بتغیر الشرائع والأدیان، ولا تظن یا شافعی یا أحمق أن منعهم من التوریث یخرجهم من هذه الصفات الذاتیة الحقیقیة ولذا تضاف إلیه، فیقال: بنته وأخته من الزنا، ولیس هذا التقیید موجبا لمجازیته كما فی قولنا أخته من النسب بل لتفصیله، وإنما التحریم شامل للذی یصدق علیه الألفاظ حقیقة ومجازا اجتماعا، فإن الجدة داخلة تحت الأم إجماعا، وكذا بنت البنت، ولا خلاف فی تحریمها بهذه الآیة، فانظروا یا أولی الألباب هل هذا إلا مذهب المجوسی، یا خارجی. یا شافعی، إمامك أباح للناس لعب الشطرنج [24] مع أن النبی صلی الله علیه وآله قال: (لا یحب الشطرنج إلا عابد وثن).



[ صفحه 168]



یا شافعی، إمامك أباح للناس الرقص والدف والقصب [25] ، فقبح الله مذهبك، ینكح فیه الرجل أمه وأخته ویلعب بالشطرنج ویرقص، ویدف، فهل هذا إلا ظاهر الافتراء علی الله ورسوله، وهل یلتزم بهذا المذهب إلا أعمی القلب وأعمی عن الحق. قال یوحنا: وطال بینهما الجدال واحتمی الحنبلی للشافعی، واحتمی المالكی للحنفی، ووقع النزاع بین المالكی والحنبلی، وكان فیما وقع بینهما أن الحنبلی قال: إن مالكا أبدع فی الدین بدعا أهلك الله علیها أمما وهو أباحها، وهو لواط الغلام، لواط المملوك وقد صح أن رسول الله صلی الله علیه وآله قال: (من لاط بغلام فاقتلوا الفاعل والمفعول) [26] .



[ صفحه 169]



وأنا رأیت مالكیا ادعی عند القاضی علی آخر أنه باعه مملوكا والمملوك لا یمكنه من وطئه، فأثبت القاضی أنه عیب فی المملوك ویجوز له رده، أفلا تستحی من الله یا مالكی یكون لك مذهب مثل هذا وأنت تقول مذهبی خیر من مذهبك؟! وإمامك أباح لحم الكلاب فقبح الله مذهبك واعتقادك. فرجع المالكی علیه وصاح به: اسكت یا مجسم یا حلولی، یا حولی، یا فاسق، بل مذهبك أولی بالقبح، وأحری بالتنفیر، إذ عند إمامك أحمد بن حنبل أن الله جسم یجلس علی العرش، ویفضل عنه العرش بأربع أصابع، وأنه ینزل كل لیلة جمعة من سماء الدنیا علی سطوح المساجد فی صورة أمرد، قطط الشعر، له نعلان شراكهما من اللؤلؤ الرطب، راكبا علی حمار له ذوائب [27] .

قال یوحنا: فوقع بین الحنبلی والمالكی والشافعی والحنفی النزاع، فعلت أصواتهم وأظهروا قبائحهم ومعایبهم حتی ساء كل من حضر كلامهم الذی بدا منهم، وعاب العامة علیهم. فقلت لهم: علی رسلكم، فوالله قسما إنی نفرت من اعتقاداتكم، فإن كان الإسلام هذا فیا ویلاه، لكنی أقسم علیكم بالله الذی لا إله إلا هو أن تقطعوا هذا البحث وتذهبوا فإن العوام قد أنكروا علیكم.



[ صفحه 170]



قال یوحنا: فقاموا وتفرقوا وسكتوا أسبوعا لا یخرجون من بیوتهم، فإذا خرجوا أنكر الناس علیهم، ثم بعد أیام اصطلحوا واجتمعوا فی المستنصریة فجلست غداة إلیهم وفاوضتهم فكان فیما جری أن قلت لهم: كنت أرید عالما من علماء الرافضة نناظره فی مذهبه، فهل علیكم أن تأتونا بواحد منهم فنبحث معه؟ فقال العلماء: یا یوحنا، الرافضة فرقة قلیلة لا یستطیعون أن یتظاهروا بین المسلمین لقلتهم، وكثرة مخالفیهم، ولا یتظاهرون فضلا أن یستطیعوا المحاجة عندنا علی مذهبهم، فهم الأرذلون الأقلون، ومخالفوهم الأكثرون، فقال یوحنا: فهذا مدح لهم لأن الله سبحانه وتعالی مدح القلیل، وذم الكثیر بقوله: (وقلیل من عبادی الشكور) [28] ، (وما آمن معه إلا قلیل) [29] ، (وإن تطع أكثر من فی الأرض یضلوك عن سبیل الله) [30] ، (ولا تجد أكثرهم شاكرین) [31] ، (ولكن أكثر الناس لا یشكرون) [32] ، (ولكن أكثرهم لا یعلمون) [33] ، (ولكن أكثر الناس لا یؤمنون) [34] إلی غیر ذلك من الآیات. قال العلماء: یا یوحنا حالهم أعظم من أن یوصف، لأننا لو علمنا بأحد



[ صفحه 171]



منهم فلا نزال نتربص به نقتله، لأنهم عندنا كفرة تحل علینا دماؤهم، وفی علمائنا من یفتی بحل أموالهم ونسائهم. قال یوحنا: الله أكبر هذا أمر عظیم، أتری بما استحقوا هذا فهل هم ینكرون الشهادتین؟ قالوا: لا. قال: أفهم لا یتوجهون إلی قبلة الإسلام؟ قالوا: لا. قال: إنهم ینكرون الصلاة أم الصیام أم الحج أم الزكاة أم الجهاد؟ قالوا: لا، بل هم یصلون ویصومون ویزكون ویحجون ویجاهدون. قال: إنهم ینكرون الحشر والنشر والصراط والمیزان والشفاعة؟ قالوا: لا، بل مقرون بذلك بأبلغ وجه. قال: أفهم یبیحون الزنا واللواط وشرب الخمر والربا والمزامر وأنواع الملاهی؟ قالوا: بل یجتنبون عنها ویحرمونها. قال یوحنا: فیا لله والعجب قوم یشهدون الشهادتین، ویصلون إلی القبلة، ویصومون شهر رمضان، ویحجون البیت الحرام، ویقولون بالحشر والنشر وتفاصیل الحساب، كیف تباح أموالهم ودماؤهم ونساؤهم ونبیكم یقول: (أمرت أن أقاتل الناس حتی یشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا قالوها عصموا منی دماءهم وأموالهم ونساءهم إلا بحق وحسابهم علی



[ صفحه 172]



الله) [35] .

قال العلماء: یا یوحنا إنهم أبدعوا فی الدین بدعا فمنها: أنهم یدعون أن علیا علیه السلام أفضل الناس بعد رسول الله صلی الله علیه وآله ویفضلونه علی الخلفاء الثلاثة، والصدر الأول أجمعوا علی أن أفضل الخلفاء كبیر تیم. قال یوحنا: أفتری إذا قال أحد: إن علیا یكون خیرا من أبی بكر وأفضل منه تكفرونه؟ قالوا: نعم لأنه خالف الإجماع. قال یوحنا: فما تقولون فی محدثكم الحافظ أبی بكر أحمد بن موسی بن مردویه؟ قال العلماء: هو ثقة مقبول الروایة صحیح المثل. قال یوحنا: هذا كتابه المسمی بكتاب المناقب روی فیه أن رسول الله صلی الله علیه وآله قال: (علی خیر البشر، ومن أبی فقد كفر). وفی كتابه أیضا سأل حذیفة علیا علیه السلام قال: (أنا خیر هذه الأمة بعد نبیها، ولا یشك فی ذلك إلا منافق). وفی كتابه أیضا عن سلمان، عن النبی صلی الله علیه وآله أنه قال: (علی بن أبی طالب خیر من أخلفه بعدی). وفی كتابه أیضا عن أنس بن مالك أن رسول الله صلی الله علیه وآله قال: (أخی ووزیری وخیر من أخلفه بعدی علی بن أبی طالب).



[ صفحه 173]



وعن إمامكم أحمد بن حنبل روی فی مسنده أن النبی صلی الله علیه وآله قال لفاطمة: (أما ترضین أنی زوجتك أقدم أمتی سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما) [36] .

وروی فی مسند أحمد بن حنبل أیضا أن النبی صلی الله علیه وآله قال: (اللهم إئتنی بأحب خلقك إلیك) [37] فجاء علی بن أبی طالب فی حدیث الطائر، وذكر هذا الحدیث النسائی والترمذی فی صحیحهما [38] وهما من علمائكم. وروی أخطب خوارزم فی كتاب المناقب وهو من علمائكم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (یا علی أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدی، وتخصم الناس بسبع فلا یحاجك أحد من قریش: أنت أولهم إیمانا بالله وأوفاهم بأمر الله وبعهده، وأقسمهم بالسویة، وأعدلهم بالرعیة، وأبصرهم بالقضیة، وأعظمهم یوم القیامة عند الله عز وجل فی المزیة) [39] .

وقال صاحب كفایة الطالب من علمائكم: هذا حدیث حسن عال ورواه



[ صفحه 174]



الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء [40] .

قال یوحنا: فیما أئمة الإسلام فهذه أحادیث صحاح روتها أئمتكم وهی مصرحة بأفضلیة علی وخیرته علی جمیع الناس، فما ذنب الرافضة؟ وإنما الذنب لعلمائكم والذین یروون ما لیس بحق، ویفترون الكذب علی الله ورسوله. قالوا: یا یوحنا، إنهم لم یرووا غیر الحق ولم یفتروا بل الأحادیث لها تأویلات ومعارضات. قال یوحنا: فأی تأویل تقبل هذه الأحادیث بالتخصیص علی البشر، فإنه نص فی أنه خیر من أبی بكر إلا أن تخرجوا أبا بكر من البشر. سلمنا أن الأحادیث لا تدل علی ذلك فأخبرونی أیهما أكثر جهادا؟ فقالوا: علی. قال یوحنا: قال الله تعالی: (وفضل الله المجاهدین علی القاعدین أجرا عظیما) [41] .

قالوا: أبو بكر أیضا مجاهد فلا یلزم تفضیله علیه. قال یوحنا: الجهاد الأقل إذا نسب إلی الجهاد الأكثر بالنسبة إلیه قعود، وهب أنه كذلك فما مرادكم بالأفضل؟ قالوا: الذی تجتمع فیه الكمالات والفضائل الجبلیة والكسبیة كشرف الأصل والعلم والزهد والشجاعة والكرم وما یتفرع علیها.



[ صفحه 175]



قال یوحنا: هذه الفضائل كلها لعلی علیه السلام بوجه هو أبلغ من حصولها لغیره. قال یوحنا: أما شرف الأصل فهو ابن عم النبی صلی الله علیه وآله وزوج ابنته، وأبو سبطیه. وأما العلم فقال النبی صلی الله علیه وآله: (أنا مدینة العلم وعلی بابها) [42] وقد تقرر فی العقل أن أحدا لا یستفید من المدینة شیئا إلا إذا أخذ من الباب، فانحصر طریق الاستفادة من النبی صلی الله علیه وآله فی علی علیه السلام وهذه مرتبة عالیة، وقال صلی الله علیه وآله (أقضاكم علی) [43] وإلیه تعزی كل قضیة، وتنتهی كل فرقة، وتنحاز إلیه كل طائفة، فهو رئیس الفضائل وینبوعها، وأبو عذرها، وسابق مضمارها، ومجلی حلبتها، كل من برع فیها فمنه أخذ، وبه اقتفی، وعلی مثاله احتذی، وقد عرفتم أن أشرف العلوم العلم الإلهی، ومن كلامه اقتبس وعنه نقل ومنه ابتدأ. فإن المعتزلة الذین هم أهل النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن هم تلامذته، فإن كبیرهم واصل بن عطاء تلمیذ أبی هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفیة [44] .



[ صفحه 176]



وأبو هاشم عبد الله تلمیذ أبیه، وأبوه تلمیذ علی بن أبی طالب علیه السلام. وأما الأشعریون فإنهم ینتهون إلی أبی الحسن الأشعری وهو تلمیذ أبی علی الجبائی، وهو تلمیذ واصل بن عطاء [45] .

وأما الإمامیة والزیدیة فانتهاؤهم إلیه ظاهر. وأما علم الفقه فهو أصله وأساسه، وكل فقیه فی الإسلام فإلیه یعزی نفسه. أما فأخذ الفقه عن ربیعة الرأی، وهو أخذه عن عكرمة، وهو أخذه عن عبد الله، وهو أخذه عن علی. وأما أبو حنیفة فعن الصادق علیه السلام. وأما الشافعی فهو تلمیذ مالك، والحنبلی تلمیذ الشافعی [46] ، وأما فقهاء الشیعة فرجوعهم إلیه ظاهر، وأما فقهاء الصحابة فرجوعهم إلیه ظاهر كابن عباس وغیرهم، وناهیكم قول عمر غیر مرة: (لا یفتین أحد فی المسجد وعلی حاضر) وقوله: (لا بقیت لمعضلة لیس لها أبو الحسن) [47] ، وقوله: (لولا علی لهلك عمر) [48] .



[ صفحه 177]



وقال الترمذی فی صحیحه والبغوی عن أبی بكر قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (من أراد أن ینظر إلی آدم فی علمه، وإلی نوح فی فهمه، وإلی یحیی بن زكریا فی زهده، وإلی موسی بن عمران فی بطشه فلینظر إلی علی بن أبی طالب) [49] .

وقال البیهقی بإسناده إلی رسول الله صلی الله علیه وآله: (من أراد أن ینظر إلی آدم فی علمه، وإلی نوح فی تقواه، وإلی إبراهیم فی حلمه، وإلی موسی فی هیبته، وإلی عیسی فی عبادته، فلینظر إلی علی بن أبی طالب) [50] ، وهو الذی أفتی فی المرأة التی وضعت لستة أشهر [51] ، وبقسمة الدراهم علی صاحب الأرغفة [52] والآمر بشق الولد نصفین [53] ، والآمر بضرب عنق العبد، والحاكم فی ذی الرأسین [54] ومبین



[ صفحه 178]



أحكام البغاة [55] ، وهو الذی أفتی فی الحامل الزانیة [56] .

ومن العلوم علم التفسیر، وقد علم الناس حال ابن عباس فیه وكان تلمیذ علی علیه السلام وسئل فقیل له: أین علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كبشة مطر فی البحر المحیط [57] .

ومن العلوم علم الطریقة والحقیقة، وعلم التصوف، وقد علمتم أن أرباب هذا الفن فی جمیع بلاد الإسلام إلیه ینتهون، وعنده یقفون، وقد صرح بذلك الشبلی والحنبلی وسری السقطی وأبو زید البسطامی وأبو محفوظ معروف الكرخی وغیرهم، ویكفیكم دلالة علی ذلك الخرقة التی هی شعارهم وكونهم یسندونها بإسناد معنعن إلیه أنه واضعها [58] ومن العلوم علم النحو والعربیة، وقد علم الناس كافة أنه هو الذی ابتدعه



[ صفحه 179]



وأنشأه، وأملی علی أبی الأسود الدؤلی جوامع تكاد تلحق بالمعجزات، لأن القوة البشریة لا تفی بمثل هذا الاستنباط. فأین من هو بهذه الصفة من رجل یسألونه ما معنی (أبا) فیقول: لا أقول فی كتاب الله برأیی، ویقضی فی میراث الجد بمائة قضیة یغایر بعضها بعضا، ویقول: إن زغت فقومونی وإن استقمت فاتبعونی [59] وهل یقیس عاقل مثل هذا إلی من

قال: سلونی قبل أن تفقدونی [60] ، سلونی عن طرق السماء فوالله إنی لأعلم بها من طرق الأرض! وقال: إن ها هنا لعلما جما، وضرب بیده علی صدره، وقال: لو كشف الغطاء ما ازددت یقینا فقد ظهر أنه أعلم [61] .

وأما الزهد فإنه سید الزهاد، وبدل الأبدال، وإلیه تشد الرحال، وتنقص الأحلاس، وما شبع من طعام قط، وكان أخشن الناس لبسا ومأكلا. قال عبد الله بن أبی رافع: دخلت علی علی علیه السلام یوم عید فقدم جرابا مختوما فوجد فیه خبز شعیر یابسا مرضوضا فتقدم فأكل. فقلت: یا أمیر المؤمنین فكیف تختمه وإنما هو خبز شعیر؟ فقال: خفت هذین الولدین یلتانه بزیت أو سمن [62] وكان ثوبه مرقوعا

بجلد تارة وبلیف أخری، ونعلاه من لیف، وكان یلبس الكرباس الغلیظ فإن وجد كمه طویلا قطعه بشفرة ولم یخیطه، وكان لا یزال ساقطا علی ذراعیه حتی



[ صفحه 180]



یبقی سدی بلا لحمة، وكان یأتدم إذا ائتدم بالخل والملح فإن ترقی عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقی ألبان الإبل، ولا یأكل اللحم إلا قلیلا ویقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر الحیوانات، وكان مع ذلك أشد الناس قوة، وأعظمهم یدا [63] .

وأما العبادة فمنه تعلم الناس صلاة اللیل، وملازمة الأوراد، وقیام الناقلة، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعیر، ومن محافظته علی ورده أن بسط له نطع بین الصفین لیلة الهریر فیصلی علیه والسهام تقع علیه وتمر علی صماخیه یمینا وشمالا فلا یرتاع لذلك ولا یقوم حتی یفرغ من وظیفته. فأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت علی ما فیها من تعظیم الله سبحانه وتعالی وإجلاله وما تضمنته من الخضوع لهیبته والخشوع لعزته عرفت ما ینطوی علیه من الإخلاص. وكان زین العابدین علیه السلام یصلی فی كل لیلة ألف ركعة ویقول: أنی لی بعبادة علی علیه السلام [64] .

وأما الشجاعة فهو ابن جلاها وطلاع ثنایاها، أنسی الناس فیها ذكر من قبله، ومحی اسم من یأتی بعده، ومقاماته فی الحروب مشهورة تضرب بها الأمثال إلی یوم القیامة، وهو الشجاع الذی ما فر قط ولا ارتاع من كتیبة ولا بارز أحدا إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلی ثانیة.



[ صفحه 181]



وجاء فی الحدیث إذا ضرب واعتلا قد، وإذا ضرب واعترض قط، وفی الحدیث: كانت ضرباته وترا [65] ، وكان المشركون إذا أبصروه فی الحرب عهد بعضهم إلی بعض، وبسیفه شیدت مبانی الدین، وثبتت دعائمه، وتعجبت الملائكة من شدة ضرباته وحملاته. وفی غزوة بدر الداهیة العظمی علی المسلمین قتل فیها صنادید قریش كالولید بن عتبة والعاص بن سعید ونوفل بن خویلد الذی قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة وعذبهما، وقال رسول الله صلی الله علیه وآله: (الحمد لله الذی أجاب دعوتی فیه) [66] ولم یزل فی ذلك یصرع صندیدا بعد صندید حتی قتل نصف المقتولین فكان سبعین، وقتل المسلمون كافة مع ثلاثة آلاف من الملائكة مسومین النصف الآخر [67] ، وفیه نادی جبرائیل: (لا سیف إلا ذو الفقار - ولا فتی إلا علی) [68] ویوم أحد لما انهزم المسلمون عن النبی صلی الله علیه وآله ورمی رسول الله صلی الله علیه وآله إلی الأرض وضربه المشركون بالسیوف والرماح وعلی علیه السلام مصلت سیفه قدامه، ونظر النبی صلی الله علیه وآله بعد إفاقته من غشوته فقال: یا علی ما فعل المسلمون؟



[ صفحه 182]



فقال: نقضوا العهود وولوا الدبر. فقال: اكفنی هؤلاء، فكشفهم عنه ولم یزل یصادم كتیبة بعد كتیبة وهو ینادی المسلمین حتی تجمعوا، وقال جبرائیل علیه السلام إن هذه لهی المواساة، لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علی لك بنفسه. فقال رسول الله صلی الله علیه وآله: (وما یمنعه من ذلك وهو منی وأنا منه) [69] ولثبات

علی علیه السلام رجع بعض المسلمین ورجع عثمان بعد ثلاثة أیام، فقال له النبی صلی الله علیه وآله: لقد ذهبت بها عریضة [70] وفی غزوة الخندق إذ أحدق المشركون بالمدینة كما قال الله تعالی: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا) [71] ، واقتحم عمرو بن عبد ود الخندق علی المسلمین ونادی بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علی علیه السلام متعمما بعمامة رسول الله صلی الله علیه وآله وبیده سیف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلین إلی یوم القیامة [72] ، وأین كان هناك أبو بكر وعمر وعثمان.



[ صفحه 183]



ومن نظر غزوات الواقدی وتاریخ البلاذری علم محله من رسول الله من الجهاد وبلاءه یوم الأحزاب، ویوم بنی المصطلق، ویوم قلع باب خیبر، وفی غزاة الخیبر، وهذا باب لا یغنی الإطناب فیه لشهرته. وروی أبو بكر الأنباری فی أمالیه أن علیا علیه السلام جلس إلی عمر فی المسجد وعنده أناس، فلما قام عرض واحد بذكره ونسبه إلی التیه والعجب. فقال عمر: لمثله أن یتیه، لولا سیفه لما قام عمود الدین، وهو بعد أقضی الأمة، وذو سابقتها، وذو شأنها. فقال له ذلك القائل: فما منعكم یا أمیر المؤمنین منه؟ فقال: ما كرهناه إلا علی حداثة سنه، وحبه لبنی عبد المطلب، وحمله سورة براءة إلی مكة. ولما دعا معاویة إلی البراز لتسریح الناس من الحرب بقتل أحدهما فقال له عمرو: قد أنصفك الرجل. فقال له معاویة: ما غششتنی فی كل ما نصحتنی إلا الیوم، أتأمرنی بمبارزة أبی الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطوق؟ أراك طمعت فی إمارة الشام بعدی [73] .

وكانت العرب تفتخر لوقوعها فی الحرب فی مقابلته، فأما قتلاه فافتخر رهطهم لأنه علیه السلام قتلهم وأقوالهم فی ذلك أظهر وأكثر من أن تحصی وقالت أم كلثوم [74] فی عمر بن عبد ود ترثیه:



[ صفحه 184]



لو كان قاتل عمرو غیر قاتله

بكیته أبدا ما عشت فی الأبد

لكن قاتله من لا یعاب به

أبوه قد كان یدعی بیضة البلد [75] وجملة الأمر أن كل شجاع فی الدنیا إلیه ینتمی، وباسمه یستبهل من مشارق الأرض ومغاربها. وأما كرمه وسخاؤه فهو الذی كان یطوی فی صیامه حتی صام طاویا ثلاثة أیام یؤثر السائل كل لیلة بطعامه حتی أنزل الله فیه: (هل أتی علی الإنسان) [76] وتصدق بخاتمه فی الركوع فنزلت الآیة: (إنما ولیكم الله ورسوله والذین آمنوا الذین یقیمون الصلاة ویؤتون الزكاة وهم راكعون) [77] ، وتصدق بأربعة دراهم فأنزل الله فیه الآیة: (الذین ینفقون أموالهم باللیل والنهار سرا وعلانیة) [78] وتصدق بعشرة دراهم یوم النجوی [79] فخفف الله سبحانه عن سائر الأمة بها، وهو الذی كان یستسقی للنخل بیده ویتصدق بأجرته، وفیه قال عدوه معاویة بن أبی سفیان لمحجن الضبی لما قال له: جئتك من عند أبخل الناس، فقال: ویحك كیف قلت؟



[ صفحه 185]



تقول له أبخل الناس ولو ملك بیتا من تبر وبیتا من تبن لأنفق تبره قبل تبنه [80] ، وهو الذی یقول یا صفراء ویا بیضاء غری غیری، أبی تعرضت أم إلی تشوقت، هیهات هیهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لی فیك [81] ، وهو الذی جاد بنفسه لیلة الفراش وفدی النبی صلی الله علیه وآله حتی نزل فی حقه (ومن الناس من یشری نفسه ابتغاء مرضات الله) [82] .

قال یوحنا: فلما سمعوا هذا الكلام لم ینكره أحد منهم، وقالوا: صدقت إن هذا الذی قلت قرأناه من كتبنا ونقلناه عن أئمتنا لكن محبة الله ورسوله وعنایتهما أمر وراء هذا كله، فعس الله أن یكون له عنایة بأبی بكر أكثر من علی فیفضله علیه. قال یوحنا: إنا لا نعلم الغیب، ولا یعلم الغیب إلا الله تعالی، وهذا الذی قلتموه تخرص، وقال الله تعالی: (قتل الخراصون) [83] ونحن إنما نحكم بالشواهد التی لعلی علیه السلام علی أفضلیته فذكرناها. وأما عنایة الله به فتحصل من هذه الكمالات دلیل قاطع علیها، فأی عنایة خیر من أن یجعله الله بعد نبیه أشرف الناس نسبا، وأعظمهم حلما، وأشجعهم قلبا، وأكثرهم جهادا وزهدا وعبادة وكرما وورعا، وغیر ذلك من الكمالات



[ صفحه 186]



القدیمة، هذه هی العنایة. وأما محبة الله ورسوله فقد شهد بها رسول الله صلی الله علیه وآله فی مواضع، منها: الموقف الذی لا ینكر وهو یوم خیبر، إذ قال النبی صلی الله علیه وآله: (لأعطین الرایة غدا رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله) [84] فأعطاها علیا. وروی عالمكم أخطب خوارزم فی كتاب المناقب أن النبی صلی الله علیه وآله قال: (یا علی لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثلما قام نوح فی قومه، وكان له مثل جبل أحد ذهبا فأنفقه فی سبیل الله، ومد فی عمره حتی حج ألف حجة علی قدمیه، ثم قتل ما بین الصفا والمروة مظلوما ثم لم یوالك یا علی لم یشم رائحة الجنة ولم یدخلها) [85] .



[ صفحه 187]



وفی الكتاب المذكور قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (لو اجتمع الناس علی حب علی بن أبی طالب لم یخلق الله النار) [86] وفی كتاب الفردوس: حب علی حسنة لا تضر معها سیئة، وبغضه سیئة لا تنفع معها حسنة [87] .

وفی كتاب ابن خالویه عن حذیفة بن الیمان قال، قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (من أراد أن یتصدق بفصه الیاقوت التی خلق الله بیده ثم قال لها: كونی فكانت فلیتول علی بن أبی طالب بعدی). وفی مسند أحمد بن حنبل فی المجلد الأول: أن رسول الله صلی الله علیه وآله أخذ بید حسن وحسین وقال: (من أحبنی وأحب هذین وأحب أباهما. كان معی فی درجتی یوم القیامة) [88] .

قال یوحنا: یا أئمة الإسلام هل بعد هذا كلام فی قول الله تعالی ورسوله فی محبته وفی تفضیله علی من هو عاطل عن هذه الفضائل؟ قالت الأئمة: یا یوحنا، الرافضة یزعمون أن النبی صلی الله علیه وآله أوصی بالخلافة إلی علی علیه السلام ونص علیه بها، وعندنا أن النبی صلی الله علیه وآله لم یوص إلی أحد بالخلافة. قال یوحنا: هذا كتابكم فیه: (كتب علیكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خیرا الوصیة للوالدین والأقربین) [89] .



[ صفحه 188]



وفی بخاریكم یقول: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (ما من حق امرئ مسلم أن یبیت إلا وصیته تحت رأسه) [90] أفتصدقون أن نبیكم یأمر بما لا یفعل مع أن فی كتابكم تقریعا للذی یأمر بما لا یفعل من قوله (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) [91] .

فوالله إن كان نبیكم قد مات بغیر وصیة فقد خالف أمر ربه، وناقض قول نفسه، ولم یقتد بالأنبیاء الماضیة من إیصائهم إلی من یقوم بالأمر من بعدهم، علی أن الله تعالی یقول: (فبهداهم اقتده) [92] لكنه حاشاه من ذلك وإنما تقولون هذا لعدم علم منكم وعناد، فإن إمامكم أحمد بن حنبل روی فی مسنده أن سلمان قال: یا رسول الله فمن وصیك. قال: یا سلمان من كان وصی أخی موسی علیه السلام. قال: یوشع بن نون! قال: فإن وصیی ووارثی علی بن أبی طالب. وفی كتاب ابن المغازلی الشافعی بإسناده عن رسول الله صلی الله علیه وآله قال: لكل نبی وصی ووارث، وأنا وصیی ووارثی علی بن أبی طالب [93] .

وهذا الإمام البغوی محیی سنة الدین، وهو من أعاظم محدثیكم ومفسریكم، وقد روی فی تفسیره المسمی بمعالم التنزیل عند قوله تعالی: (وأنذر



[ صفحه 189]



عشیرتك الأقربین) [94] عن علی (ع أنه قال: لما نزلت هذه الآیة أمرنی رسول الله صلی الله علیه وآله أن أجمع له بنی عبد المطلب فجمعتهم وهم یومئذ أربعون رجلا یزیدون رجلا أو ینقصون، فقاله لهم بعد أن أضافهم برجل شاة وعس من لبن شبعا وریا وإن كان أحدهم لیأكله ویشربه: یا بنی عبد المطلب إنی قد جئتكم بخیر الدنیا والآخرة، وقد أمرنی ربی أن أدعوكم إلیه فأیكم یؤازرنی علیه، ویكون أخی ووصیی وخلیفتی من بعدی؟ فلم یجبه أحد. قال علی: فقمت إلیه، وقلت: أنا أجیبك یا رسول الله. فقال لی: أنت أخی ووصیی وخلیفتی من بعدی، فاسمعوا له وأطیعوا، فقاموا یضحكون ویقولون لأبی طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطیع [95] .

وهذه الروایة قد رواها أیضا إمامكم أحمد بن حنبل فی مسنده [96] ومحمد بن إسحاق الطبری فی تاریخه [97] والخركوشی أیضا رواها، فإن كانت كذبا فقد شهدتم علی أئمتكم بأنهم یروون الكذب علی الله ورسوله، والله تعالی یقول: (ألا لعنة الله علی الظالمین) [98] (الذین یفترون علی الله الكذب) [99] ، وقال الله تعالی فی كتابه: (فنجعل لعنة الله علی الكاذبین) [100] وإن كانوا لم یكذبوا وكان الأمر علی ذلك فما



[ صفحه 190]



ذلك فما ذنب الرافضة؟ إذن فاتقوا الله یا أئمة الإسلام، بالله علیكم ماذا تقولون فی خبر الغدیر الذی تدعیه الشیعة؟ قال الأئمة: أجمع علماؤنا علی أنه كذب مفتری. قال یوحنا: الله أكبر، فهذا إمامكم ومحدثكم أحمد بن حنبل روی فی مسنده أن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلی الله علیه وآله فی سفر فنزلنا بغدیر خم فنودی فینا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلی الله علیه وآله تحت شجرتین، وصلی الظهر، وأخذ بید علی علیه السلام فقال: ألستم تعلمون أنی أولی بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلی فأخذ بید علی ورفعها حتی بان بیاض إبطیهما وقال لهم: من كنت مولاه فعلی مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال له عمر بن الخطاب: هنیئا لك یا بن أبی طالب أصبحت مولای ومولی كل مؤمن ومؤمنة. ورواه فی مسنده بطریق آخر وأسنده إلی أبی الطفیل، ورواه بطریق آخر وأسنده إلی زید بن أرقم [101] ، ورواه ابن عبد ربه فی كتابه العقد الفرید [102] ، ورواه سعید بن وهب، وكذا الثعالبی فی تفسیره [103] وأكد الخبر مما رواه من تفسیر (سأل



[ صفحه 191]



سائل) أن حارث بن النعمان الفهری أتی رسول الله صلی الله علیه وآله فی ملأ من أصحابه فقال: یا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله فقبلنا، وأمرتنا أن نصلی خمسا فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا، وأمرتنا أن نحج البیت فقبلنا، ثم لم ترض حتی رفعت بضبعی ابن عمك ففضلته علینا وقلت: (من كنت مولاه فعلی مولاه) فهذا شئ منك أم من الله؟ فقال: والله الذی لا إله إلا هو، إنه أمر من الله تعالی، فولی الحارث بن النعمان وهو یقول: اللهم إن كان ما یقول محمد صلی الله علیه وآله حقا فأمطر علینا حجارة من السماء، فما وصل إلی راحلته حتی رماه الله بحجر فسقط علی رأسه وخرج من دبره فخر صریعا، فنزل: (سأل سائل بعذاب واقع) [104] ، فكیف یجوز منكم أن یروی أئمتكم وأنتم تقولون: إنه مكذوب غیر صحیح؟ قال الأئمة: یا یوحنا قد روت أئمتنا ذلك لكن إذا رجعت إلی عقلك وفكرك علمت أنه من المحال أن ینص رسول الله صلی الله علیه وآله علی علی بن أبی طالب الذی هو كما وصفتم ثم یتفق كل الصحابة علی كتمان هذا النص ویتراخون عنه، ویتفقون علی إخفائه، ویعدلون إلی أبی بكر التیمی الضعیف القلیل العشیرة، مع أن الصحابة كانوا إذا أمرهم رسول الله صلی الله علیه وآله بقتل أنفسهم فعلوا، فكیف یصدق عاقل هذا الحال من المحال؟ قال یوحنا: لا تعجبوا من ذلك فأمة موسی علیه السلام كانوا ستة أضعاف أمة



[ صفحه 192]



محمد صلی الله علیه وآله واستخلف علیهم أخاه هارون وكان نبیهم أیضا وكانوا یحبونه أكثر من موسی، فعدلوا عنه إلی السامری، وعكفوا علی عبادة عجل جسد له خوار، فلا یبعد من أمة محمد أن یعدلوا عن وصیه بعد موته إلی شیخ كان رسول الله صلی الله علیه وآله تزوج ابنته، ولعله لو لم یرد القرآن بقصة عبادة العجل لما صدقتموها. قال الأئمة: یا یوحنا فلم لم ینازعهم بل سكت عنهم وبایعهم؟ قال یوحنا: لا شك أنه لما مات رسول الله صلی الله علیه وآله كان المسلمون قلة، والیمامة فیها مسیلمة الكذاب وتبعه ثمانون ألفا والمسلمون الذین فی المدینة حشوهم منافقون، فلو أظهر النزاع بالسیف لكان كل من قتل علی بن أبی طالب بنیه أو أخاه كان علیه وكان قلیل من الناس یومئذ من لم یقتل علی من قبیلته وأصحابه وأناسبه قتیلا أو أزید وكانوا یكونون علیه، فلذلك صبر وشاققهم علی سبیل الحجة ستة أشهر بلا خلاف بین أهل السنة، ثم بعدما جری من طلب البیعة منهم فعند أهل السنة أنه بایع، وعند الرافضة أنه لم یبایع، وتاریخ الطبری [105] یدل علی أنه لم یبایع، وإنما العباس لما شاهد الفتنة صاح: بایع ابن أخی. وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلی لما ادعاها، ولو ادعاها بغیر حق لكان مبطلا، وأنتم تروون عن رسول الله صلی الله علیه وآله أنه قال: (علی مع الحق والحق مع علی) [106] فكیف یجوز منه أن یدعی ما لیس بحق فیكذب نبیكم یومئذ؟! وأما تعجبكم من مخالفة بنی إسرائیل نبیهم فی خلیفته وعدولهم إلی العجل والسامری ففیه سر عجیب إنكم رویتم أن نبیكم قال: (ستحذون حذو



[ صفحه 193]



بنی إسرائیل حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتی لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) [107] وقد ثبت فی كتابكم أن بنی إسرائیل خالفت نبیها فی خلیفته، وعدلوا عنه إلی ما لا یصلح لها. قال العلماء: یا یوحنا أفتدری أنت أن أبا بكر لا یصلح للخلافة؟ قال یوحنا: أما أنا فوالله لم أر أبا بكر یصلح للخلافة، ولا أنا متعصب للرافضة، لكنی نظرت الكتب الإسلامیة فرأیت أن أئمتكم أعلمونا أن الله ورسوله أخبر أن أبا بكر لا یصلح للخلافة. قال الأئمة: وأین ذلك؟ قال یوحنا: رأیت فی بخاریكم [108] ، وفی الجمع بین الصحاح الستة، وفی صحیح أبی داود، وصحیح الترمذی [109] ، ومسند أحمد بن حنبل [110] أن رسول الله صلی الله علیه وآله بعث سورة براءة مع أبی بكر إلی أهل مكة، فلما بلغ ذی الحلیفة دعا علیا علیه السلام ثم قال له: أدرك أبا بكر وخذ الكتاب منه فاقرأه علیهم، فلحقه بالجحفة فأخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر إلی النبی صلی الله علیه وآله فقال: یا رسول الله أنزل فی شئ؟ قال: لا ولكن جاءنی جبریل علیه السلام وقال: لن یؤدی عنك إلا أنت أو رجل



[ صفحه 194]



فإذا كان الأمر هكذا وأبو بكر لا یصلح لأداء آیات یسیرة عن النبی صلی الله علیه وآله فی حیاته، فكیف یصلح أن یكون خلیفته بعد مماته ویؤدی عنه، وعلمنا من هذا أن علیا علیه السلام یصلح أن یؤدی عن النبی صلی الله علیه وآله. فیا أیها المسلمون لم تتعامون عن الحق الصریح؟ ولم تركنون إلی هؤلاء وكم ترهبون الأهوال؟ أطرق الحنفی برأسه إلی الأرض ثم رفعه وقال: یا یوحنا والله إنك لتنظر بعین الإنصاف، وإن الحق لكما تقول، وأزیدك فی معنی هذا الحدیث، وهو أن الله تعالی أراد أن یبین للناس أن أبا بكر لا یصلح للخلافة، فلذلك أمر رسول الله صلی الله علیه وآله أن یخرج علیا وراءه ویعزله عن هذا المنصب العظیم لیعلم الناس أن أبا بكر لا یصلح لها، وأن الصلاح لها علی علیه السلام فقال لرسول الله صلی الله علیه وآله: لا یبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك [111] ، فما تقول أنت یا مالكی؟ قال المالكی: والله فإنه لم یزل یختلج فی خاطری أن علیا نازع أبا بكر فی خلافته مدة ستة أشهر، وكل متنازعین فی الأمر لا بد وأن یكون أحدهما محقا، فإن قلنا إن أبا بكر كان محقا فقد خالفنا مدلول قول النبی صلی الله علیه وآله: (علی مع الحق والحق مع علی) [112] وهذا حدیث صحیح لا خلاف فیه ونظر إلی الحنبلی لیری

رأیه.



[ صفحه 195]



قال الحنبلی: یا أصحابنا كم نتعامی عن الحق؟ والله إن الیقین أن أبا بكر وعمر غصبا حق علی علیه السلام. وقال یوحنا: فاختبط القوم، وكثر بینهم النزاع لكن كان مآل كلامهم أن الحق فی طرف الرافضة، وكان أقربهم إلی الحق إذن إمام الشافعیة، فقال لهم: أراكم تشكون أن النبی صلی الله علیه وآله قال: من مات ولم یعرف إمام زمانه [113] فلیمت إن شاء یهودیا وإن شاء نصرانیا. فما المراد بإمام الزمان؟ ومن هو؟ قالوا: إمام زماننا القرآن فإنا به نقتدی. فقال الشافعی: أخطأتم لأن النبی صلی الله علیه وآله قال: الأئمة من قریش [114] ولا یقال للقرآن إنه قد شئ. فقالوا: النبی إمامنا. فقال الشافعی: أخطأتم، لأن علماءنا لما اعترض علیهم بأن كیف یجوز لأبی بكر وعمر أن یتركا رسول الله صلی الله علیه وآله مسجی غیر مغسل ویذهبا لطلب الخلافة، وهذا دلیل علی حرصهم علیها، وهو قادح فی صحة خلافتهما. أجاب علماؤنا إنهم لمحوا أقوال النبی صلی الله علیه وآله: (من مات ولم یعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیة) ولم یجوزوا علی أنفسهم الموت قبل تعیین الإمام، فبادروا



[ صفحه 196]



لتعینه هربا من ذلك الوعید، فعلمنا أن لیس المراد بالإمام هنا النبی. فقالوا للشافعی: فأنت من إمامك یا شافعی؟ قال: إن كنت من قبیلتكم فلا إمام لی، وإن كنت من قبیلة الاثنی عشریة فإمامی محمد بن الحسن علیه السلام. فقال العلماء: هذا والله أمر بعید كیف یجوز أن یكون إمامك واحدا من مدة لا یعیش أحد مثله، ولا یراه أحد؟ هذا بعید جدا. فقال الشافعی: الدجال من الكفرة تقولون: إنه حی وموجود، وهو قبل المهدی والسامری، كذلك ووجود إبلیس لا تنكرونه، وهذا الخضر، وهذا عیسی تقولون: إنهما حیان، وقد ورد عندكم ما یدل علی التعمیر فی حق السعداء والأشقیاء، وهذا القرآن ینطق أن أهل الكهف ناموا ثلاث مائة سنة وتسع سنین لا یأكلون ولا یشربون، أفبعید أن یعیش من ذریة محمد صلی الله علیه وآله واحد مدة طویلة یأكل ویشرب إلا أنه لا یخبرنا أحد أنه رآه؟! فاستبعادكم هذا بعید جدا. قال یوحنا: إن نبیكم قال: ستفترق أمتی من بعدی إلی ثلاث وسبعین فرقة واحدة ناجیة، واثنتان وسبعون فی النار فهل تعرف الناجیة من هی؟ قالوا: إنهم أهل السنة والجماعة لقول النبی صلی الله علیه وآله لما سأل عن الفرقة الناجیة من هم؟ فقال: (الذین هم علی ما أنا علیه الیوم وأصحابی) [115] .

قال یوحنا: فمن أین لكم أنكم أنتم الیوم علی ما كان علیه النبی صلی الله علیه وآله؟



[ صفحه 197]



قالوا: ینقل ذلك الخلف عن السلف. فقال یوحنا: فمن الذی یعتمد علی نقلكم؟ قالوا: وكیف ذلك؟ قال: لوجهین: الأول: أن علماءكم نقلوا كثیرا من الأحادیث التی تدل علی إمامة علی علیه السلام وأفضلیته، وأنتم تقولون إنه مكذوب علیه، وشهدتم علی علمائكم أنهم ینقلون الكذب فربما یكون هذا أیضا كذبا ولا مرجح لكم. الثانی: أن النبی صلی الله علیه وآله كان یصلی كل یوم الصلوات الخمس فی المسجد ولم یضبط له أنه هل كان یبسمل للحمد أم لا؟ وهل كان یعتقد وجوبها أم لا؟ وهل كان یسبل یدیه أم لا؟ ولو كان یعتقدهما فهل یعقدهما تحت السرة أو فوقها؟ وهل كان یمسح الوضوء ثلاث شعرات أو ربع الرأس، أو بعضه أو جمیعه، فإذا كان سلفكم لم یضبط شیئا كان رسول الله صلی الله علیه وآله یفعله فی الیوم واللیلة مرارا متعددة، فكیف یضبطون شیئا لم یفعله فی العمر إلا مرة واحدة أو مرتین، هذا بعید! وكیف تقولون إن أهل السنة هم علی ما كان علیه النبی صلی الله علیه وآله والحال أنهم یناقض بعضهم بعضا فی اعتقاداتهم، واجتماع النقیضین محال. قال یوحنا: فأطرقوا جمیعا، ودار الكلام بینهم، وارتفعت الأصوات بینهم، وقالوا: الصحیح أنا لا نعرف الفرقة الناجیة من هی، وكل منا یزعم أنه هو الناجی، وأن غیره هو الهالك، ویمكن أن یكون هو الهالك، وغیره الناجی. قال یوحنا: هذه الرافضة الذین تزعمون أنهم ضالون یجزمون بنجاتهم، وهلاك من سواهم، ویستدلون علی ذلك بأن اعتقادهم أوفی للحق،



[ صفحه 198]



وأبعد عن الشك. قالت العلماء: یا یوحنا، قل وإنا والله لا نتهمك لعلمنا أنك تجادلنا علی إظهار الحق. قال یوحنا: أنا أقول باعتقاد الشیعة أن الله قدیم ولا قدیم سواه، وأنه موجود، وأنه لیس بجسم، ولا فی محل، وهو منزه عن الحلول، واعتقادكم أنكم تثبتون معه ثمانیة قدماء هی الصفات حتی إن إمامكم الفخر الرازی شنع علیكم، وقال: إن النصاری والیهود كفروا حیث جعلوا مع الله إلهین اثنین قدیمین وأصحابنا أثبتوا قدماء تسعة، وابن حنبل أحد أئمتكم قال: إن الله جسم، وإنه علی العرش، وإنه ینزل فی صورة أمرد، فبالله علیكم ألیس الحال كما قلت؟ قالوا: نعم. قال یوحنا: فاعتقادهم إذا خیر من اعتقادكم، واعتقاد الشیعة أن الله سبحانه لا یفعل قبیحا، ولا یخل بواجب، ولیس فی فعله ظلم، ویرضون بقضاء الله لأنه لا یقضی إلا بالخیر، ویعتقدون أن فعله لغرض لا لعبث، وأنه لا یكلف نفسا إلا وسعها، ولا یضل أحدا من عباده، ولا یحول بینهم وبین عبادته، وأنه أراد الطاعة، ونهی عن المعصیة، وأنهم مختارون فی أفعال أنفسهم، واعتقادكم أنتم أن الفواحش كلها من الله - تعالی الله عن ذلك علوا كبیرا - وأن كل ما یقع فی الوجود من الكفر والفسوق والمعصیة والقتل والسرقة والزنا فإنه خلقه الله تعالی فی فاعلیه وأراد منهم وقضی علیهم به ورفع اختیارهم، ثم یعذبهم علیه، وأنتم لا ترضون بقضاء الله بل إن الله تعالی لا یرضی بقضاء نفسه، وأنه هو الذی أضل العباد وحال بینهم وبین العبادة والإیمان، وإن الله تعالی یقول: (ولا یرضی لعباده



[ صفحه 199]



الكفر وإن تشكروا یرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخری) [116] ، فاعتبروا هل اعتقادكم خیر من اعتقادهم أم اعتقادهم خیر من اعتقادكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون!! وقالت الشیعة: أنبیاء الله معصومون من أول عمرهم إلی آخره عن الصغائر والكبائر فیما یتعلق بالوحی وغیره عمدا وخطأ، واعتقادكم أن یجوز علیهم الخطأ والنسیان، ونسبتم أن رسول الله صلی الله علیه وآله سهی فی القرآن بما یوجب الكفر فقلتم: إنه صلی الصبح فقرأ سورة النجم: (أفرأیتم اللات والعزی ومناة الثالثة الأخری) [117] ، وهذا كفر وشرك جلی، حتی أن بعض علمائكم صنف كتابا فیه تعداد ذنوب نسبها للأنبیاء علیهم السلام فأجابته الشیعة عن ذلك الكتاب بكتاب سموه بتنزیه الأنبیاء [118] ، فماذا تقولون أی الاعتقادین أقرب إلی الصواب، وأدنی من الفوز؟ واعتقاد الشیعة أن رسول الله صلی الله علیه وآله لم یقبض حتی أوصی إلی من یقوم بالأمر بعده، وأنه لم یترك أمته هملا ولم یخالف قوله تعالی، واعتقادكم أنه ترك أمته هملا، ولم یوص إلی من یقوم بالأمر بعده، وإن كتابكم الذی أنزل علیكم فیه وجوب الوصیة، وفی حدیث نبیكم وجوب الوصیة، فلزم علی اعتقادكم أن یكون النبی صلی الله علیه وآله أمر الناس بما لم یفعله، فأی الاعتقادین أولی بالنجاة. واعتقاد الشیعة أن رسول الله صلی الله علیه وآله لم یخرج من الدنیا حتی نص بالخلافة



[ صفحه 200]



علی علی بن أبی طالب علیه السلام ولم یترك أمته هملا فقال له یوم الدار: (أنت أخی ووصیی وخلیفتی من بعدی فاسمعوا له وأطیعوا أمره) [119] وأنتم نقلتموه ونقله إمام القراء والطبری والخركوشی وابن إسحاق. وقال فیه یوم غدیر خم: (من كنت مولاه فهذا علی مولاه) حتی قال له عمر: بخ بخ لك یا علی، أصبحت مولای ومولی كل مؤمن ومؤمنة، نقله إمامكم أحمد بن حنبل فی مسنده [120] وقال فیه لسلمان: (إن وصیی ووارثی علی بن أبی طالب) رواه إمامكم أحمد بن حنبل [121] وقال فیه: (إن الأنبیاء لیلة

المعراج قالوا لی: بعثنا علی الاقرار بنبوتك، والولایة لعلی بن أبی طالب) ورویتموه فی الثعلبی والبیان وقال فیه: (إنه یحب الله ورسوله) ورویتموه فی البخاری ومسلم [122] وقال فیه (لا یؤدی عنی إلا أنا أو رجل منی)، وعنی به علی

بن أبی طالب، ورویتموه فی الجمع بین الصحیحین، وقال فیه: (أنت منی منزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی)، ورویتموه فی البخاری [123] وأنزل الله

فیه: (هل أتی علی الإنسان حین من الدهر) [124] وأنزل فیه: (إنما ولیكم الله ورسوله



[ صفحه 201]



والذین آمنوا الذین یقیمون الصلاة ویؤتون الزكاة وهم راكعون) [125] وأنه صاحب آیة الصدقة [126] ، وضربته لعمرو بن عبد ود العامری أفضل من عمل الأمة إلی یوم القیامة [127] ، وهو أخو رسول الله صلی الله علیه وآله وزوج ابنته، وباب المدینة، وإمام المتقین، ویعسوب الدین، وقائد الغر المحجلین [128] ، حلال المشكلات، وفكاك المعضلات، هو الإمام بالنص الإلهی، ثم من بعده الحسن والحسین اللذان قال فیهما النبی صلی الله علیه وآله: (هذان إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خیر منهما) [129] .

وقال النبی صلی الله علیه وآله: (الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة) [130] ، ثم علی زین العابدین، ثم أولاده المعصومون الذین خاتمهم الحجة المهدی إمام الزمان علیه السلام



[ صفحه 202]



الذی من مات ولم یعرفه مات میتة الجاهلیة [131] ، وأنتم رویتم فی صحاحكم عن جابر بن سمرة أنه قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله یقول: (یكون بعدی اثنا عشر أمیرا) قال كلمة لم أسمعها [132] وفی بخاریكم [133] قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (لا یزال أمر الناس ماضیا ما ولیهم اثنا عشر رجلا) ثم تكلم بكلمة خفیفة خفیت علی. وفی صحیح مسلم (لا یزال أمر الدین قائما حتی تقوم الساعة ویكون علیهم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش) [134] ، وفی الجمع بین الصحیحین والصحاح الستة أن رسول الله صلی الله علیه وآله قال: (إن هذا الأمر لا ینقضی حتی یمضی اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش) [135] .

وروی عالمكم ومحدثكم وثقتكم صاحب كفایة الطالب عن أنس بن مالك، قال: كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزید بن ثابت وزید بن أرقم عند النبی صلی الله علیه وآله إذ دخل الحسن والحسین علیهما السلام فقبلهما رسول الله، وقام أبو ذر فانكب علیهما، وقبل أیدیهما، ورجع فقعد معنا، فقلنا له سرا: یا أبا ذر رأیت شیخا من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله یقوم إلی صبیین من بنی هاشم فینكب علیهما ویقبلهما ویقبل أیدیهما.



[ صفحه 203]



فقال: نعم، لو سمعتم ما سمعت لفعلتم بهما أكثر مما فعلت. فقلنا: وما سمعت فیهما من رسول الله صلی الله علیه وآله یا أبا ذر؟ فقال: سمعته یقول لعلی ولهما: (والله لو أن عبدا صلی وصام حتی یصیر كالشن البالی إذا ما نفعه صلاته ولا صومه إلا بحبكم والبراءة من عدوكم. یا علی، من تولی إلی الله بحقكم فحق علی الله أن لا یرده خائبا. یا علی، من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقی). قال: ثم قام أبو ذر وخرج فتقدمنا إلی رسول الله صلی الله علیه وآله فقلنا: یا رسول الله أخبرنا أبو ذر بكیت وكیت. فقال: صدق أبو ذر، والله ما أقلت الغبراء علی ذی لهجة أصدق من أبی ذر [136] .

ثم قال صلی الله علیه وآله: (خلقنی الله تعالی وأهل بیتی من نور واحد قبل أن خلق الله آدم بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا من صلبه فی أصلاب الطاهرین إلی أرحام الطاهرات. قلت یا رسول الله: وأین كنتم؟ وعلی أی شأن كنتم؟ فقال رسول الله صلی الله علیه وآله: (كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله ونقدسه).



[ صفحه 204]



ثم قال صلی الله علیه وآله: (لما عرج بی إلی السماء وبلغت إلی سدرة المنتهی ودعنی جبرئیل. فقلت: یا حبیبی جبرئیل فی مثل هذا المقام تفارقنی؟ فقال: یا محمد إنی لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتی، ثم زج بی من النور إلی النور ما شاء الله تعالی، فأوحی الله تعالی إلی: یا محمد: إنی اطلعت إلی الأرض اطلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبیا، ثم اطلعت ثانیا فاخترت منها علیا وجعلته وصیك ووارث علمك وإماما من بعدك، وأخرج من أصلابكم الذریة الطاهرة والأئمة المعصومین خزان علمی، ولولا هم ما خلقت الدنیا ولا الآخرة، ولا الجنة ولا النار، أتحب أن تراهم؟ فقلت: نعم یا رب، فنودیت، یا محمد ارفع رأسك، فرفعت رأسی فإذا أنا بأنوار علی، والحسن، والحسین، وعلی بن الحسین، ومحمد بن علی، وجعفر بن محمد، وموسی بن جعفر، وعلی بن موسی، ومحمد بن علی، وعلی بن محمد، والحسن بن علی، والحجة بن الحسن یتلألأ من بینهم كأنه كوكب دری (علیهم أفضل الصلاة والسلام). فقلت: یا رب من هؤلاء ومن هذا؟ فقال سبحانه وتعالی: هؤلاء الأئمة من بعدك المطهرون من صلبك، وهذا هو الحجة الذی یملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ویشفی صدور قوم مؤمنین. فقلنا: بآبائنا وأمهاتنا أنت یا رسول الله لقد قلت عجبا. فقال: صلی الله علیه وآله (وأعجب من هذا أن أقواما یسمعون هذا منی ثم یرجعون علی



[ صفحه 205]



أعقابهم بعد إذ هداهم الله ویؤذوننی فیهم لا أنالهم الله شفاعتی [137] .

قال یوحنا: واعتقادكم أنتم أن رسول الله صلی الله علیه وآله لما مات علی غیر وصیة، ولم ینص علی خلیفته، وأن عمر بن الخطاب اختار أبا بكر وبایعه وتبعته الأمة، وأنه سمی نفسه خلیفة رسول الله صلی الله علیه وآله وأنتم تعلمون كلكم أن أبا بكر وعمر لما مات رسول الله صلی الله علیه وآله تركاه بغیر غسل ولا كفن وذهبا إلی سقیفة بنی ساعدة فنازعا الأنصار فی الخلافة، وولی أبو بكر الخلافة ورسول الله صلی الله علیه وآله لم یستخلفه، وأنه كان یعبد الأصنام قبل أن یسلم أربعین سنة، والله تعالی یقول: (لا ینال عهدی الظالمین) [138] ومنع فاطمة إرثها من أبیها رسول الله صلی الله علیه وآله بخبر (رواه). قالت فاطمة: یا أبا بكر ترث أباك ولا أرث أبی، لقد جئت شیئا فریا، وعارضته بقول الله: (یرثنی ویرث من آل یعقوب) [139] ، (وورث سلیمان داود) [140] ، وقال الله تعالی: (یوصیكم الله فی أولادكم) [141] ولو كان حدیث أبی بكر صحیحا لم یمسك علی بن أبی طالب علیه السلام سیف رسول الله صلی الله علیه وآله وبغلته وعمامته ونازع العباس علیا بعد موت فاطمة علیها السلام فی ذلك، ولو كان هذا الحدیث معروفا لم یجز لهم ذلك، وأبو بكر منع فاطمة علیها السلام فدكا لأنها ادعت ذلك،



[ صفحه 206]



وذكرت أن النبی صلی الله علیه وآله نحلها إیاها فلم یصدقها فی ذلك مع أنها من أهل الجنة، وأن الله تعالی أذهب عنها الرجس الذی هو أعم من الكذب وغیره، واستشهدت علیا علیه السلام وأم أیمن مع شهادة النبی صلی الله علیه وآله لها بالجنة، فقال: رجل مع رجل وامرأة، وصدق الأزواج فی ادعاء الحجرة، ولم یجعل الحجرة صدقة فأوصت فاطمة وصیة مؤكدة أن یدفنها علی لیلا حتی لا یصلی علیها أبو بكر [142] .

وأبو بكر قال: أقیلونی فلست بخیركم وعلی فیكم [143] ، فإن صدق فلا یصح له التقدم علی علی بن أبی طالب علیه السلام وإن كذب فلا یصلح للإمامة، ولا یحمل هذا علی التواضع لجعله شیئا موجبا لفسخ الإمامة وحاملا له علیه. وأبو بكر قال: إن لی شیطانا یعترینی، فإذا زغت فقومونی [144] ومن یعتریه

الشیطان فلا یصلح للإمامة!! وأبو بكر قال فی حقه عمر: إن بیعة أبی بكر كانت فلتة، ووقی الله المسلمین شرها، فمن عاد إلی مثلها فاقتلوه [145] ، فتبین أن بیعته كانت خطأ علی غیر الصواب، وأن مثلها مما یجب المقاتلة علیها. وأبو بكر تخلف عن جیش أسامة وولاه علیه، ولم یول النبی صلی الله علیه وآله علی



[ صفحه 207]



علی أحدا [146] .

وأبو بكر لم یوله رسول الله صلی الله علیه وآله عملا فی زمانه قط إلا سورة براءة، وحین ما خرج أمر الله تعالی رسوله بعزله وأعطاها علیا [147] .

وأبو بكر لم یكن عالما بالأحكام الشرعیة، حتی قطع یسار السارق، وأحرق بالنار الفجاءة السلمی التیمی [148] ، وقد قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (لا یعذب بالنار إلا رب النار) [149] .

ولما سأل عن الكلالة لم یعرف ما یقول فیها فقال: أقول برأیی فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن الشیطان. وسألته جدة عن میراثها، فقال: لا أجد لك فی كتاب الله شیئا ولا فی سنة محمد، ارجعی حتی أسأل فأخبره المغیرة بن شعبة أن النبی صلی الله علیه وآله أعطاها السدس وكان یستفتی الصحابة فی كثیر من الأحكام. وأبو بكر لم ینكر علی خالد بن الولید فی قتل مالك بن نویرة، ولا فی تزوج امرأته لیلة قتله من غیر عدة. وأبو بكر بعث إلی بیت أمیر المؤمنین علیه السلام لما امتنع من البیعة فأضرم فیه



[ صفحه 208]



النار [150] وفیه فاطمة علیها السلام وجماعة من بنی هاشم وغیرهم فأنكروا علیه. وأبو بكر لما صعد المنبر جاء الحسن والحسین وجماعة من بنی هاشم وغیرهم وأنكروا علیه وقال له الحسن والحسین علیهما السلام: هذا مقام جدنا ولست أهلا له [151] .

وأبو بكر لما حضرته الوفاة، قال: یا لیتنی تركت بیت فاطمة لم أكشفه، ولیتنی كنت سألت رسول الله صلی الله علیه وآله: هل للأنصار فی الأمر حق؟ وقال: لیتنی فی ظلة بنی ساعدة ضربت علی ید أحد الرجلین، وكان هو الأمیر وأنا الوزیر [152] .

وأبو بكر عندكم أنه خالف رسول الله صلی الله علیه وآله فی الاستخلاف، لأنه استخلف عمر بن الخطاب ولم یكن للنبی صلی الله علیه وآله ولاه قط عملا إلا غزوة خیبر فرجع منهزما. وولاه الصدقات فشكا العباس فعزله النبی صلی الله علیه وآله وأنكر الصحابة علی أبی بكر تولیة عمر حتی قال طلحة: ولیت عمر فظا غلیظا. وأما عمر، فإنه أتی إلیه بامرأة زنت وهی حامل فأمر برجمها، فقال علی



[ صفحه 209]



علیه السلام: إن كان لك علیها سبیل فلیس لك علی حملها من سبیل، فأمسك وقال: لولا علی لهلك عمر [153] .

وعمر شك فی موت النبی صلی الله علیه وآله وقال: ما مات محمد ولا یموت حتی تلا علیه أبو بكر الآیة (إنك میت وإنهم میتون) [154] فقال: صدقت، وقال: كأنی لم أسمعها [155] .

وجاءوا إلی عمر بامرأة مجنونة قد زنت فأمر برجمها، فقال له علی علیه السلام: القلم مرفوع عن المجنون حتی یفیق، فأمسك، فقال: لولا علی لهلك عمر [156] .

وقال فی خطبة له: من غالی فی مهر امرأته جعلته فی بیت مال المسلمین، فقالت له امرأة، تمنعنا ما أحل الله لنا حیث یقول: (وآتیتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شیئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبینا) [157] فقال: كل الناس أفقه من عمر حتی المخدرات فی البیوت [158] .

وكان یعطی حفصة وعائشة كل واحدة منهما مائتی ألف درهم، وأخذ



[ صفحه 210]



مائتی ألف درهم من بیت المال فأنكر علیه المسلمون فقال: أخذته علی وجه القرض [159] .

ومنع الحسن والحسین علیهما السلام إرثهما من رسول الله صلی الله علیه وآله ومنعهما الخمس [160] .

وعمر قضی فی الحد بسبعین قضیة وفضل فی العطاء والقسمة ومنع المتعتین وقال: متعتان كانتا علی عهد رسول الله صلی الله علیه وآله حلالا وأنا محرمهما، ومعاقب من فعلهما [161] .

وخالف النبی صلی الله علیه وآله وأبا بكر فی النص وعدمه، وجعل الخلافة فی ستة نفر، ثم ناقض نفسه وجعلها فی أربعة نفر، ثم فی الثلاثة، ثم فی واحد، فجعل إلی عبد الرحمن بن عوف الاختیار بعد أن وصفه بالضعف والقصور، ثم قال: إن اجتمع علی وعثمان فالقول ما قالا، وإن صاروا ثلاثة ثلاثة فالقول للذین فیهم عبد الرحمن بن عوف، لعلمه أن علیا وعثمان لا یجتمعان علی أمر، وأن عبد الرحمن بن عوف لا یعدل بالأمر عن ابن أخته وهو عثمان، ثم أمر بضرب عنق من تأخر عن البیعة ثلاثة أیام [162] .

وعمر أیضا مزق الكتاب كتاب فاطمة علیها السلام وهو أنه لما طالت المنازعة بین فاطمة وأبی بكر، رد علیها فدك والعوالی، وكتب لها كتابا فخرجت والكتاب فی یدها فلقیها عمر فسألها عن شأنها، فقصت قصتها، فأخذ منها الكتاب



[ صفحه 211]



وخرقه [163] ، ودعت علیه فاطمة، فدخل علی أبی بكر ولامه علی ذلك واتفقا علی منعها. وأما عثمان بن عفان فجعل الولایات بین أقاربه، فاستعمل الولید أخاه لأمه علی الكوفة، فشرب الخمر، وصلی بالناس وهو سكران [164] ، فطرده أهل الكوفة فظهر منه ما ظهر. وأعطی الأموال العظیمة أزواج بناته الأربع، فأعطی كل واحد من أزواجهن مائة ألف مثقال من الذهب من بیت مال المسلمین، وأعطی مروان ألف ألف درهم من خمس أفریقیة [165] .

وعثمان حمی لنفسه عن المسلمین ومنعهم عنه [166] ، ووقع منه أشیاء منكرة فی حق الصحابة، وضرب ابن مسعود [167] حتی مات وأحرق مصحفه، وكان ابن



[ صفحه 212]



مسعود یطعن فی عثمان ویكفره. وضرب عمار بن یاسر صاحب رسول الله صلی الله علیه وآله حتی صار به فتق [168] .

واستحضر أبا ذر من الشام لهوی معاویة وضربه ونفاه إلی الربذة [169] ، مع أن النبی صلی الله علیه وآله كان یقرب هؤلاء الثلاثة. وعثمان أسقط القیود - عن ابن عمر - لما قتل النوار بعد الإسلام. وأراد أن یسقط حد الشراب عن الولید بن عتبة الفاسق، فاستوفی منه علی علیه السلام وخذلته الصحابة حتی قتل ولم یدفن إلا بعد ثلاثة أیام ودفنوه فی حش كوكب. وغاب عن المسلمین یوم بدر، ویوم أحد، وعن بیعة الرضوان. وهو كان السبب فی أن معاویة حارب علیا علیه السلام علی الخلافة، ثم آل الأمر إلی أن سب بنو أمیة علیا علیه السلام علی المنبر، وسموا الحسن، وقتلوا الحسین، وشهروا أولاد النبی صلی الله علیه وآله وذریته فی البلاد یطاف بهم علی المطایا [170] ، فآل الأمر إلی الحجاج حتی أنه قتل من آل محمد اثنی عشر ألفا، وبنی كثیرا منهم فی الحیطان وهم أحیاء، وكل السبب فی هذا أنهم جعلوا الإمامة بالاختیار والإرادة، ولو أنهم



[ صفحه 213]



اتبعوا النص فی ذلك ولم یخالف عمر بن الخطاب النبی صلی الله علیه وآله فی قوله: (آتونی بدواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) [171] ، لما حصل الخلاف وهذا الضلال. قال یوحنا: یا علماء الدین هؤلاء الذین یسمون الرافضة هذا اعتقادهم الذین ذكرنا، وأنتم هذا اعتقادكم الذی قررناه، ودلائلهم هذه التی سمعتموها، ودلائلكم هذه التی نقلتموها. فبالله علیكم أی الفریقین أحق بالأمر إن كنتم تعلمون؟ فقالوا بلسان واحد: والله إن الرافضة علی الحق، وإنهم المصدقون علی أقوالهم، لكن الأمر جری علی ما جری فإنه لم یزل أصحاب الحق مقهورین، واشهد علینا یا یوحنا إنا علی موالاة آل محمد، ونتبرأ من أعدائهم، إلا أنا نستدعی منك أن تكتم علینا أمرنا لأن الناس علی دین ملوكهم. قال یوحنا: فقمت عنهم وأنا عارف بدلیلی، واثق باعتقادی بیقین فلله الحمد والمنة، ومن یهد الله فهو المهتد. فسطرت هذه الرسالة لتكون هدایة لمن طلب سبیل النجاة، فمن نظر فیها بعین الإنصاف أرشد إلی الصواب، وكان بذلك مأجورا، ومن ختم علی قلبه ولسانه فلا سبیل إلی هدایته كما قال الله تعالی: (إنك لا تهدی من أحببت ولكن الله یهدی من یشاء) [172] فإن أكثر المتعصبین (سواء علیهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا



[ صفحه 214]



یؤمنون، ختم الله علی قلوبهم وعلی سمعهم وعلی أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظیم) [173] .

اللهم إنا نحمدك علی نعمك الجسام، ونصلی علی محمد وآله المطهرین من الآثام، مدی الأیام، علی الدوام إلی یوم القیامة.



[ صفحه 217]




[1] أنظر: الفقه علي المذاهب الأربعة: ج 4 - ص 14 و 15.

[2] أنظر: الأم للشافعي ج 5 - ص 22 - 25.

[3] سورة المائدة الآية: 49.

[4] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 - ص 119.

[5] ومثله أيضا، كما قال في ج 133 من تاريخ بغداد ص 370، قال الحارث بن عمير: وسمعته يقول (يعني أبو حنيفة): لو أن شاهدين شهدا عند قاض، أن فلان بن فلان طلق امرأته، وعلموا جميعا أنهما شهدا بالزور ففرق القاضي بينهما، ثم لقيها أحد الشاهدين فله أن يتزوج بها.

[6] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 - ص 129.

[7] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 141.

[8] المستدرك للحاكم ج 4 ص 355، كنز العمال ج 5 ص 340 ح 13129.

[9] الفتاوي الخيرية ج 2 - ص 150.

[10] سورة النساء الآية: 141.

[11] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 123.

[12] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 124.

[13] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 63.

[14] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 117.

[15] مسند أحمد ج 1 - ص 25، حلية الأولياء ج 6 ص 342، السنن الكبري للبيهقي ج 1 - ص 41.

[16] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 1 - ص 242.

[17] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 1 - ص 26.

[18] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 1 - ص 68، الفقه علي المذاهب الخمسة ص 37.

[19] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 1 - ص 26.

[20] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 1 - ص 230.

[21] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 1 - ص 307.

[22] أنظر الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 134.

[23] سورة النساء الآية: 23.

[24] أنظر: الأم للشافعي ج 6 ص 208، الفقه الإسلامي وأدلته ج 5 ص 566.

[25] الفقه الإسلامي وأدلته ج 7 ص 128.

[26] الفقه علي المذاهب الأربعة ج 5 ص 140، ونقل لنا العلامة الزمخشري في تفسير الكشاف: 3 - 301 فإنه يقول:

إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به

وأكتمه كتمانه لي أسلم

فإن حنفيا قلت قالوا بأنني

أبيح الطلا وهو الشراب المحرم

وإن مالكيا قلت قالوا بأنني

أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم

وإن شافعيا قلت قالوا بأنني

أبيح نكاح البنت والبنت تحرم

وإن حنبليا قلت قالوا بأنني

ثقيل حلولي بغيض مجسم

وإن قلت من أهل الحديث وحزبه

يقولون: تيس ليس يدري ويفهم

تعجبت من هذا الزمان وأهله

فما أحد من ألسن الناس يسلم

أحزين دهري وقدم معشرا

علي أنهم لا يعلمون وأعلم

فنري أن العالم الزمخشري يخجل أن ينسب نفسه إلي أحد المذاهب الأربعة وهو من كبار أعلام السنة!!.

[27] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 2 ص 509، وممن روي أنه تعالي ينزل إلي سماء الدنيا (تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا) البخاري في التهجد بالليل، مسند أحمد بن حنبل ج 1 - ص 120 و ص 446، الترمذي ج 1 - ص 142.

[28] سورة سبأ الآية: 13.

[29] سورة هود الآية: 40.

[30] سورة الأنعام الآية: 17.

[31] سورة الأعراف الآية: 17.

[32] سورة البقرة الآية: 343.

[33] سورة الأنعام الآية: 37.

[34] سورة الرعد الآية: 1.

[35] صحيح مسلم ج 1، ص 51 - 53.

[36] مسند أحمد ج 5 - ص 25، المعجم الكبير للطبراني ج 20 - ص 229 - 230 - ح 538، مجمع الزوائد ج 9 - ص 102، كنز العمال ج 11 - ص 605 - ح 32924.

[37] المعجم الكبير للطبراني ج 1 - ص 226 - ح 730، تاريخ بغداد ج 9 - ص 369، كنز العمال ج 13 - ص 167 - ح 3650، وقد أفردت لهذا الحديث كتب مستقلة، مثل: قصة الطير للحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405 ه‍، وقد تقدم بعض المصادر لهذا الحديث فراجع.

[38] صحيح الترمذي ج 5 - ص 595 - ح 3721، مجمع الزوائد ج 9 - ص 126، المستدرك ج 3 - ص 130 - 131، مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ج 3 - ص 1721 - ح 6085، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 34 - ح 12.

[39] مناقب الخوارزمي ص 110 - ح 18، فرائد السمطين ج 1 - ص 223 - ح 174.

[40] كفاية الطالب ص 270، حلية الأولياء ج 1 - ص 65 - 66.

[41] سورة النساء الآية: 95.

[42] راجع: ابن جرير الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار ص 105 - ح 173، المستدرك ج 3 - ص 126، مجموع الزوائد ج 9 ص 114، المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 65 - 66 - ح 11061، تاريخ بغداد ج 4 - ص 348، كنز العمال ج 11 - ص 614 - ح 32977 و 32078، ذخائر العقبي ص 83، وقد أفردت لهذا الحديث كتب مستقلة، مثل فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي، للمغربي.

[43] طبقات ابن سعد ج 2 ص 135، ذخائر العقبي ص 83، مناقب الخوارزمي ص 81 - ح 66، مسند أحمد ج 5 - ص 113.

[44] هو عبد الله بن محمد بن الحنفية الملقب بالأكبر، والمكني بأبي هاشم، إمام الكيسانية مات سنة 98 أو 99. تنقيح المقال للمامقاني ج 2 - ص 212.

[45] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 17.

[46] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 17 - 18.

[47] مناقب الخوارزمي ص 96 و 97 - ح 97 و 98، فرائد السمطين ج 1 - 344 و 345 - ح 266 و 267.

[48] فيض القدير ج 4 - ص 357، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 2 - ص 309، علي إمام المتقين لعبد الرحمن الشرقاوي ج 1 - ص 100 و 101، مناقب ابن شهرآشوب ج 2 - ص 361.

[49] البداية والنهاية ج 7 ص 356، كفاية الطالب ص 121.

[50] الموطأ لمالك ج 2 - ص 842 - ح 2، المستدرك ج 4 - ص 375، فضائل الخمسة ج 2 - ص 310.

[51] الإستيعاب ج 3 ص 1103، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 19، وذكر القرطبي في تفسيره ج 16 ص 390 عند الكلام علي تفسير قوله تعالي: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) سورة الأحقاف الآية 15، أن عثمان قد أتي بامرأة ولدت لستة أشهر، فأراد أن يقيم عليها الحد فقال له علي عليه السلام ليس ذلك عليها، قال الله تعالي: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا).

[52] الإستيعاب ج 3 - ص 1105 - 1106: فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 2 - ص 302، ذخائر العقبي ص 84، الصواعق المحرقة ص 77.

[53] مناقب ابن شهرآشوب ج 2 - ص 367، الفصول المائة ج 5 ص 366 - ح 15، كنز العمال ج 3 - ص 379، بحار الأنوار ج 40 - ص 252، الغدير ج 6 - ص 174.

[54] كنز العمال ج 3 - ص 179، بحار الأنوار ج 40 - ص 257.

[55] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 - ص 321، كتاب الأم ج 4 - ص 233، باب الخلافة في قتال أهل البغي، وقد قال الشافعي: عرفنا حكم البغاة من علي عليه السلام.

[56] فقد روي أنه أتي عمر بن الخطاب بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فلقيها علي فقال: ما بال هذه؟ فقالوا: أمر عمر برجمها، فردها علي عليه السلام وقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك علي ما في بطنها؟ ولعلك انتهرتها، أو أخفتها، قال: قد كان ذلك، قال: أو ما سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لا حد علي معترف بعد بلاء أنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له، فخل سبيلها ثم قال: عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب، لولا علي لهلك عمر، راجع: الرياض النضرة ج 3 - ص 163، ذخائر العقبي ص 81، مطالب السؤول ص 13، مناقب الخوارزمي ص 48، الأربعين للفخر الرازي ص 466، الغدير ج 6 - ص 110.

[57] نهج الحق وكشف الصدق ص 238، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 19.

[58] نهج الحق وكشف الصدق ص 228، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 19.

[59] تقدمت تخريجاته.

[60] تقدمت تخريجاته.

[61] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 7 - ص 253، وقد تقدمت تخريجاته فيما سبق.

[62] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 7 - ص 253، وقد تقدمت تخريجاته فيما سبق.

[63] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 26.

[64] الإرشاد للمفيد ص 256، إعلام الوري ص 255، بحار الأنوار ج 46 - ص 74 ح 12.

[65] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 20.

[66] المغازي للواقدي ج 1 - ص 92.

[67] المغازي ج 1 - ص 147 و 152، الإرشاد للشيخ المفيد ص 41 و 43، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 24.

[68] المغازي للواقدي ج 1 - ص 92.

[69] ذخائر العقبي ص 8 6، فضائل الصحابة لأحمد ج 2 ص 594 - ح 1010، مجمع الزوائد ج 6 - ص 114، نهج الحق وكشف الصدق ص 249.

[70] تاريخ الطبري ج 2 - ص 203، الكامل لابن الأثير ج 2 ص 110، السيرة الحلبية ج 2 - ص 227، البداية والنهاية ج 4 - ص 28، السيرة النبوية لابن كثير ج 3 - ص 55، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 15 - ص 21، الدر المنثور ج 2 - ص 89.

[71] سورة الأحزاب الآية 10.

[72] المغازي للواقدي ج 2 - ص 470 - 471، وقد تقدم حديث قتل عمر بن ود.

[73] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 20 و ج 8 - ص 53.

[74] وهي أخته عمرة وكنيتها أم كلثوم.

[75] المستدرك علي الصحيحين ج 3 - ص 33، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 62،

الإرشاد للمفيد ج 1 - ص 108، لسان العرب لابن منظور ج 7 - ص 127.

[76] سورة الإنسان الآية: 1، تقدمت تخريجاته.

[77] سورة المائدة الآية: 55.

[78] سورة البقرة الآية: 274.

[79] تقدمت تخريجاته.

[80] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 22.

[81] نهج البلاغة صبحي الصالح ص 480 - 481، قصار الحكم 77.

[82] سورة البقرة الآية: 207، تقدمت تخريجات نزولها.

[83] سورة الذاريات الآية: 10.

[84] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 - ص 205 - ح 269 و ص 157 - ح 219 و 231، سنن الترمذي ج 5 - ص 596 - ح 3724، فرائد السمطين ج 1 - ص 259، مجمع الزوائد د 6 - ص 151، المستدرك للحاكم ج 3 - ص 38، و ص 438، عيون الأثر ج 2 - ص 132، مسند أحمد بن حنبل ج 2 - ص 384، صحيح مسلم ج 4 - ص 1878 - ح 33 - (2405) أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 93، خصائص النسائي ص 34 - ح 11، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص 181 - ح 216، الطبقات لابن سعد ج 2 - ص 110، ينابيع المودة ص 49، المعجم الصغير للطبراني ج 2 - ص 100، مسند أبي داود الطيالسي ص 320، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص 24، السنن الكبري للبيهقي ج 9 - ص 106 و ص 131، حلية الأولياء ج 1 - ص 62، أسني المطالب للجزري ص 62، صحيح البخاري ج 5 - ص 22، أسد الغابة ج 4 - ص 21، البداية والنهاية ج 4 - ص 182، تاريخ الطبري ج 3 - ص 12، ذخائر العقبي ص 87، تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 - ص 194، العقد الفريد ج 2 - ص 194، الكامل في التاريخ ج 2 - ص 149، مروج الذهب ج 3 - ص 14، إحقاق الحق ج 5 ص 400، فضائل الخمسة ج 2 - ص 161.

[85] لسان الميزان ج 5 - ص 219، ميزان الاعتدال ج 3 ص 597.

[86] مناقب الخوارزمي ص 67 - ح 39، الفردوس ج 3 - ص 373 - ح 5135.

[87] الفردوس ج 2 - ص 143 - ح 3725، مناقب الخوارزمي ص 75 - ح 56.

[88] مسند أحمد ج 1 - ص 77، سنن الترمذي ج 5 - ص 599 - ح 3733، تاريخ بغداد ج 13 - ص 288، كنز العمال ج 13 - ص 639 ح 37613.

[89] سورة البقرة الآية: 180.

[90] صحيح البخاري ج 4 - ص 2، صحيح مسلم ج 3 - ص 1249 - ح 1، سنن ابن ماجة ج 2 - ص 901 - ح 2699.

[91] سورة البقرة الآية: 44.

[92] سورة الأنعام الآية: 90.

[93] مناقب ابن المغازلي ص 200 - 201 - ح 238، ذخائر العقبي ص 71.

[94] سورة الشعراء الآية: 214.

[95] معالم التنزيل للبغوي ج 3 ص 400.

[96] مسند أحمد ج 1 - ص 159.

[97] تاريخ الطبري ج 2 - ص 319 - 321.

[98] سورة هود الآية: 18.

[99] سورة يونس الآية 69 و 96، وسورة النحل الآية 116.

[100] سورة آل عمران الآية 61.

[101] مسند أحمد ج 2 - ص 93، و ج 4 - ص 368 و ص 372 و ص 381.

[102] العقد الفريد ج 5 ص 61.

[103] وممن ذكر خبر الحارث بن النعمان: فرائد السمطين ج 1 - ص 82 - ح 53، نور الأبصار للشبلنجي ص 71 ط السعيدية و ص 71 ط العثمانية، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 93، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 328 ط الحيدرية و ص 274 ط إسلامبول و ج 2 - ص 99 العرفان بصيدا.

[104] سورة المعارج الآية 1.

[105] تاريخ الطبري ج 3 - ص 208.

[106] تقدمت تخريجاته.

[107] أنظر: معالم التنزيل للبغوي ج 4 - ص 465، مجمع البيان ج 10 - ص 462، باختلاف، وقد تقدم المزيد من تخريجات الحديث فيما سبق.

[108] صحيح البخاري ج 6 - ص 81.

[109] سنن الترمذي ج 5 - ص 256 - 257 - ح 3090 - 3092 - - و ج 3 - ص 222 - ح 871.

[110] مسند أحمد ص ج 6 - ص 81.

[111] مسند أحمد ج 3 - ص 212، المصنف لابن أبي شيبة ص 84 - 85 - ح 12184، كنز العمال ج 2 - ص 431 - ح 4421، البداية والنهاية ج 5 ص 37، وقد تقدمت تخريجات.

[112] تقدمت تخريجاته.

[113] تقدمت تخريجاته.

[114] مسند أبي داود ص 125 - ح 926، مسند أحمد ج 3 - ص 183، المصنف لابن أبي شيبة ج 12 - ص 169 - ح 12438 و ص 173 - ح 12447، كنز العمال ج 12 - ص 30 - ح 33831.

[115] المعجم الصغير للطبراني ج 1 - ص 256، كنز العمال ج 1 - ص 210 - ح 1055 و 1057، مجمع الزوائد 1 - ص 189.

[116] سورة الزمر الآية 7.

[117] سورة النجم الآية 19 و 20.

[118] تنزيه الأنبياء لعلم الهدي الشريف المرتضي - أعلي الله مقامه -.

[119] تقدمت تخريجاته.

[120] مسند أحمد ج 4 - ص 281.

[121] فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 - ص 615 - ح 1052.

[122] صحيح مسلم ج 4 - ص 1871 - 1873 - ح 32 - 35، صحيح البخاري ج 5 - ص 23.

[123] صحيح مسلم ج 5 - ص 1870 - ح 30 - 32، صحيح البخاري ج 5 - ص 24.

[124] سورة الدهر الآية: 1.

[125] سورة المائدة الآية: 55.

[126] وهي قوله تعالي: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية)، [سورة البقرة الآية 274]، وقد تقدمت تخريجات نزولها فيه عليه السلام.

[127] المستدرك ج 3 - ص 32، تاريخ بغداد ج 13 - ص 19 رقم: 6978، الفردوس بمأثور الخطاب ج 3 - ص 455 - ح 5406.

[128] فقد جاء في فرائد السمطين ج 1 - ص 143 - ح 105: عن عبد الله بن عكيم الجهني، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله إن الله تبارك وتعالي أوحي إلي في علي عليه السلام ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. ومثله أيضا بتفاوت ما جاء في ص 145 ح 109، بحار الأنوار ج 18 ص 343، سفينة البحار ج 1 - ص 133.

[129] كفاية الأثر: ص 38، بحار الأنوار ج 36 - ص 289.

[130] مسند أحمد ج 3 - ص 3 و 62، سنن الترمذي ج 5 - ص 236 - ح 3768، تاريخ بغداد ج 11 - ص 90، كنز العمال ج 12 - ص 112 - ح 34246.

[131] تقدمت تخريجاته.

[132] صحيح البخاري ج 4 - ص 218.

[133] صحيح البخاري ج 4 - ص 218.

[134] صحيح مسلم ج 3 - ص 1453 - ح 10.

[135] صحيح مسلم ج 3 - ص 1452 - ح 5، مسند أحمد ج 4 - ص 94 و 96، وقد تقدمت تخريجات هذه الأحاديث.

[136] مجمع الزوائد ج 5 - ص 197 و ج 6 - ص 442، مشكل الآثار ج 1 - ص 224، مسند أحمد ج 2 - ص 175 و ص 223 ط الميمنية، الكامل في الضعفاء لابن عدي ج 5 - ص 1816، البداية والنهاية ج 7 - ص 165، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 8 - ص 259، بتفاوت.

[137] كفاية الأثر: ص 69 - 73.

[138] سورة البقرة الآية 124.

[139] سورة مريم الآية 6.

[140] سورة النمل الآية 16.

[141] سورة النساء الآية 11.

[142] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 - ص 280 - 281، وقد تقدمت تخريجاته.

[143] الإمامة والسياسة ج 1 - ص 21، نهج الحق ص 264، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 169.

[144] نفس المصدر السابق.

[145] صحيح البخاري (باب رجم الحبلي من الزنا إذا أحصنت).

[146] أنظر: الملل والنحل للشهرستاني ج 1 - 144، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 - ص 96.

[147] تقدمت تخريجاته.

[148] راجع: الإمامة والسياسة ج 1 - ص 14.

[149] شرح السنة للبغوي ج 12 - ص 198، مجمع الزوائد ج 6 - ص 251، كشف الأستار ج 2 - ص 211 - ح 1538.

[150] الإمامة والسياسة ج 1 - ص 191، نهج الحق ص 27، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 - ص 56: فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، فخرج إليه الزبير بالسيف، وخرجت فاطمة عليها السلام تبكي وتصيح، فنهنهت من الناس إلخ وروي ذلك عن أبي بكر الجوهري.

[151] نهج الحق ص 272، أسد الغابة ج 2 - ص 14، الصواعق المحرقة ص 175، ط المحمدية و ص 105 ط الميمنية بمصر.

[152] الإمامة والسياسة: ج 1 - ص 14، مروج الذهب ج 2 - ص 301 - 302، نهج البلاغة ص 265.

[153] تقدمت تخريجاته.

[154] سورة الزمر الآية: 3.

[155] تاريخ الخميس ج 2 ص 167، صحيح البخاري ج 6 ص 17، وقد تقدم الحديث مع تخريجاته.

[156] تقدمت تخريجاته.

[157] سورة النساء.

[158] الدر المنثور ج 2 - ص 466، نهج الحق ص 278، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 182 و ج 12 - ص 17.

[159] نهج الحق ص 279، وفيه عشرة آلاف.

[160] أحكام القرآن للجصاص ج 3 - ص 61.

[161] نهج الحق: ص 281، الدر المنثور ج 2 - ص 287، وقد تقدمت تخريجاته.

[162] الإمامة والسياسة ج 1 - ص 28 - 29، نهج الحق ص 285، تقدم الحديث مع تخريجاته.

[163] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 - ص 274.

[164] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 - ص 18، تاريخ الخميس ج 2 - ص 255 و 259، الكامل في التاريخ ج 3 - ص 52، الإمامة والسياسة ج 1 - ص 32، أسد الغابة ج 5 - ص 90، نهج الحق ص 290.

[165] تاريخ الخميس ج 1 - ص 26، تاريخ الطبري ج 5 - ص 49، تاريخ اليعقوبي ج 2 - ص 155، المعارف لابن قتيبة ص 84، نهج الحق ص 293، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 198، تاريخ الخلفاء.

[166] نهج الحق ص 294، تاريخ الخميس ج 2 - ص 293، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 199، تاريخ الخلفاء ص 164.

[167] نهج الحق ص 295، أسد الغابة ج 3 - ص 259، تاريخ ابن كثير ج 163، تاريخ الخميس ج 2 - ص 268، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 198، و ج 3 - ص 40.

[168] تاريخ الخميس ج 2 - ص 271، الإمامة والسياسة ج 1 - ص 32، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 238، نهج الحق ص 296.

[169] تاريخ اليعقوبي ج 2 - ص 162، الكامل في التاريخ ج 3 - ص 56، نهج الحق ص 298، أنساب الأشراف ج 5 - ص 52، مروج الذهب ج 2 ص 339.

[170] أنظر: ينابيع المودة ب 61 - ص 350، مقتل الحسين عليه السلام للمقرم.

[171] تقدمت تخريجاته.

[172] سورة القصص الآية 56.

[173] سورة البقرة الآية 6 - 7.